حذّرت دراسة بريطانية حديثة من دخول مرحلة جديدة من التقشف في مجال الصحة العالمية، مع تسجيل تراجع حاد في حجم المساعدات الدولية الموجهة إلى الدول الفقيرة خلال العام الجاري، لتبلغ أدنى مستوياتها منذ نحو 15 عامًا.
الدراسة، التي نُشرت اليوم الأربعاء في مجلة “ذي لانسيت” العلمية المرموقة، توقعت أن تقلّ قيمة هذه المساعدات عن 40 مليار دولار، وهو ما يمثل نصف الرقم القياسي المسجل سنة 2021، حين عرفت التمويلات ارتفاعًا استثنائيًا بفعل جائحة كوفيد-19.
وصرّح معدو التقرير: “نحن بصدد دخول عصر تقشف طويل الأمد في ميدان الصحة العالمية”، مشيرين إلى أن هذا الانخفاض يُعزى بالأساس إلى تخفيضات كبيرة في ميزانيات المساعدات الإنمائية، خصوصًا من جانب الولايات المتحدة، إلى جانب تراجع ملحوظ في مساهمات كل من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.
وتشمل هذه المساعدات مجالات حيوية، من أبرزها مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، ما يجعل أثر التراجع المالي كبيرًا على أنظمة الصحة في دول تعتمد بشكل شبه كلي على الدعم الخارجي، مثل الصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وملاوي.
وفي ظل هذا الواقع، دعا الباحثون إلى ضرورة رفع تمويلات المساعدات التنموية، مطالبين الدول المستفيدة بالبحث عن مصادر تمويل بديلة، وتعزيز الاعتماد على الموارد الوطنية لضمان استمرارية خدمات الرعاية الصحية.