مجتمع

إلغاء مناقشة أطروحة في اللحظة الأخيرة يهز الرأي العام الجامعي

المغرب، في واقعة صادمة هزّت الوسط الجامعي والطلابي بالرباط، تعرّضت طالبة باحثة لحرمان قاسٍ من مناقشة أطروحتها في اللحظات الأخيرة، رغم استكمالها جميع المراحل العلمية والإدارية اللازمة، وبإشراف مباشر من أستاذ مشرف معتمد.

فبينما كانت الشابة تستعد لمناقشة أطروحتها يوم الجمعة، وسط حضور أفراد عائلتها ، تلقت اتصالًا مفاجئًا من داخل الكلية يُعلمها بإلغاء جلسة المناقشة لأجل غير مسمى. ولم تلق استفساراتها إلا ردودًا متناقضة ومهينة، تراوحت بين “الأطروحة غير مفهرسة” و”اللغة غير مفهومة”، في تجاهل تام لسنوات من العمل الأكاديمي المنجز بإشراف رسمي.

غير أن مصادر من داخل المؤسسة كشفت أن القرار لا علاقة له بالجوانب العلمية أو الشكلية، بل يعود لخلاف شخصي بين العميد بالنيابة والأستاذ المشرف، ما يفتح باب التساؤلات حول مدى هيمنة المصالح الشخصية على قرارات مصيرية تمس بمستقبل الطلبة.

المأساة تضاعفت حين توجهت الباحثة، في اليوم الموالي، إلى مكتب العميد بالنيابة رفقة رضيعها الذي لم يتجاوز عمره ثلاثة أشهر، وبقيت واقفة أمام بابه منذ العاشرة صباحًا حتى السادسة مساء دون أن تحظى بلقاء أو توضيح. روايات شهود عيان تؤكد أن العميد غادر مكتبه متجاهلًا مناشداتها، تاركًا إياها تركض خلفه في مشهد وصف بـ”المهين والمخجل”.

وتعمقت فصول الحزن حين تبين أن عائلة الطالبة، بمن فيهم والدتها المصابة بالسرطان والتي أجلت جلسة علاج لتكون حاضرة، وزوجها الذي حصل على ترخيص خاص من عمله، قدموا جميعًا لحضور لحظة التتويج التي تحولت إلى كابوس إنساني وأكاديمي.

عدد من الأساتذة والطلبة عبّروا عن استنكارهم الشديد لما حدث، واعتبروا ما جرى سابقة خطيرة في الجامعة المغربية، داعين وزارة التعليم العالي ورئاسة الجامعة إلى فتح تحقيق عاجل.

وفي ظل الصمت الرسمي، يتساءل الجميع: هل يُعقل أن يُجهض مستقبل باحثة وتُهان أم ورضيعها بسبب صراع بين مسؤولين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى