سياسة
تراجع المشاركة السياسية في المغرب وفق دراسة لمعهد “أفروباروميتر”

كشف تقرير صادر عن معهد الأبحاث الإفريقي المستقل “أفروباروميتر” عن تراجع لافت في مؤشرات المشاركة السياسية لدى المواطنين المغاربة، مقارنة بعدد من الدول الإفريقية الأخرى، في سياق دراسة شاملة تناولت التمثلات والسلوكيات السياسية في القارة.
وحمل التقرير عنوان “تقرير أفروباروميتر الرئيسي لعام 2025 وخرائط الدول حول المشاركة المدنية في إفريقيا”، وسجل انخفاضا في مستويات الانخراط السياسي داخل المغرب، سواء على مستوى الانتماء الحزبي، أو التفاعل مع القضايا العامة، أو التواصل مع المؤسسات التمثيلية.
تراجع الانتماء الحزبي والنقاش السياسي
وأظهرت نتائج الدراسة أن فقط 24% من المغاربة يعلنون انتماءهم أو تعاطفهم مع حزب سياسي، فيما لا يتجاوز معدل من يناقشون الشأن السياسي يوميًا أو بشكل دائم 8%، مقابل 57% يشاركون أحيانًا في النقاش السياسي، في تراجع طفيف بنسبة 4% مقارنة بسنة 2011. ويأتي ذلك رغم بلوغ نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة 57%، وهو رقم لا يعكس بالضرورة انخراطًا سياسيًا عميقًا أو مستمرًا.
في المقابل، سجلت بلدان إفريقية أخرى ارتفاعًا متفاوتًا في نسب الانتماء السياسي، ما يعكس اختلافًا في دينامية المشاركة السياسية داخل القارة.
ضعف التواصل مع المسؤولين المنتخبين
فيما يتعلق بالتواصل مع الفاعلين السياسيين، أورد التقرير أن 19% فقط من المواطنين المغاربة سبق لهم التواصل مع ممثلين عن الجماعات الترابية. وتنخفض النسبة بشكل أكثر وضوحًا عند الحديث عن أعضاء البرلمان، إذ لم يتجاوز معدل التواصل معهم 9%، في حين تواصل 16% فقط مع مسؤولين حزبيين.
مشاركة محدودة في الاحتجاجات والسياسة الرقمية
أما بخصوص الأشكال الأخرى للمشاركة، فقد أفاد التقرير بأن 9% فقط من المستجوبين سبق لهم الانخراط في احتجاجات للتعبير عن مواقفهم السياسية. ورغم أن 88% من المشاركين في الاستطلاع يمتلكون اتصالًا بالإنترنت، فإن نسبة من شاركوا محتوى سياسيًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي لم تتجاوز 16%، ما يبرز محدودية الفعل السياسي الرقمي في السياق المغربي.
مفارقة إفريقية في أنماط المشاركة
وخلص التقرير إلى وجود مفارقة لافتة في القارة الإفريقية، إذ تميل الفئات الاجتماعية الأشد فقرًا والأقل تعليمًا إلى الانخراط في الأنشطة السياسية والمدنية أكثر من نظرائهم من الفئات الميسورة والمتعلمة، وهو ما يتناقض مع الأنماط السائدة في الديمقراطيات الغربية.
وأوضح “أفروباروميتر” أن نسب المشاركة في الانتخابات ترتفع في الدول التي يشعر فيها المواطنون برضى عام عن الممارسة الديمقراطية، ويؤمنون بنزاهة الانتخابات وفعاليتها. وفي المقابل، عندما تضعف هذه الثقة، تزداد احتمالات التعبير السياسي عبر الاحتجاجات الشعبية.
وأشار المعهد إلى أن هامش الخطأ في نتائج الاستطلاع يتراوح بين 2% و3%، مع نسبة ثقة علمية تبلغ 95%.
تحرير: حمزة شافعي