توفي، صباح الثلاثاء 15 يوليوز 2025، شخص في الأربعينيات من عمره، بعد أربعة أيام من مكوثه في قسم العناية المركزة بالمستشفى الجهوي ببني ملال، متأثرًا بإصابات خطيرة ناتجة عن سقوطه من أعلى خزان مائي بجماعة أولاد يوسف التابعة لإقليم بني ملال.
وكان المتوفى، الذي يدعى قيد حياته “بوعبيد”، قد دخل في اعتصام غير مسبوق دام أزيد من أسبوعين فوق خزان مياه مرتفع، احتجاجًا على ما اعتبره “غموضًا” يلف وفاة والده، الجندي السابق، مطالبًا بفتح تحقيق رسمي في ملابسات القضية.
وقد استقطب احتجاجه تعاطف الساكنة وعدد من الفاعلين الحقوقيين، بالنظر إلى الطابع الإنساني الذي طبع مطالبه، والظروف الصعبة التي خاض فيها الاعتصام تحت حرارة الشمس وعلى علو يتجاوز عشرة أمتار.
إلا أن هذا الاعتصام شهد منعطفًا مثيرًا للجدل، بعد تداول مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، توثق لحظة اعتداء المعني بالأمر على أحد عناصر الوقاية المدنية، خلال محاولة هذا الأخير تقديم المساعدة له، بعدما أوهم الجميع بفقدانه الوعي. وأسفر الاعتداء عن إصابة العنصر بشكل بالغ، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة ومستنكرة من قبل متابعين وحقوقيين.
وفي الوقت الذي أدانت فيه فئات واسعة الاعتداء الذي تعرض له عنصر الوقاية المدنية، عبّرت أطراف أخرى عن قلقها من “بطء وتيرة التدخل” وعدم التعامل بالنجاعة اللازمة مع هذا الاعتصام، الذي استمر لأزيد من 15 يوما دون إيجاد حل ينهي الأزمة في ظروف آمنة.
وقد خلّف الحادث تفاعلات واسعة وسط الرأي العام المحلي، بين من شدد على ضرورة التحقيق في خلفيات الحادث، ومن دعا إلى استخلاص الدروس من الواقعة، خاصة في ما يتعلق بآليات الاستجابة السريعة والفعالة في مثل هذه الحالات ذات الطابع الإنساني والاجتماعي.