منذ قرون، والزربية الوراينية تنسج الحكايات فوق أرض تاهلة، لتغدو مرآة لهوية جماعية ورمزا للأناقة المغربية الأصيلة. واليوم، تعود هذه الزربية لتعتلي صدارة المشهد الثقافي عبر المهرجان الوطني للزربية الوراينية في دورته الأولى، الممتد من 4 إلى 10 غشت 2025، احتفاءً بموروث يتجاوز حدود المكان والزمان.
مهرجان لا يكتفي بالاحتفال، بل يستحضر روح الأجداد ويمنح الذاكرة المغربية بريقها من جديد، لتبقى الزربية الوراينية عنوانا للتميز والفرادة.
لم يكن اختيار الزربية الوراينية عنوانا للمهرجان اعتباطيا، فهي أكثر من قطعة فنية تُفرش في البيوت؛ إنها علامة فارقة ورمز لهوية مشتركة، غزت ببهائها أرجاء العالم، حتى صارت تزين بيوت المشاهير وقصور الكبار.
ورغم أن اسمها يرتبط بـ آيت وراين، فإنها في الحقيقة زربية للجميع، جمعت تحت خيوطها كل قبائل تاهلة، فكانت مرآة لتنوعهم ورحابة صدر آيت وراين الذين تقاسموا هذا الكنز الثقافي مع الجميع دون تمييز.
المهرجان الوطني للزربية الورينية الدورة الأولى…..أيام من الفرح والمعرفة
على مدى أسبوع، ستعيش تاهلة على إيقاع الفرح والفكر والفن.
• ففي 6 غشت، تنطلق أولى الندوات الوطنية تحت شعار “الكتابة والتوثيق ورهان النهوض بالتنوع الثقافي: سؤال المُثقف المحلي؟“، لتفتح باب النقاش حول دور المثقف في صون الذاكرة الجماعية عبر قراءات في كتب.
• ويوم 9 غشت، تلتقي العقول مرة أخرى في ندوة ثانية بعنوان “تثمين الزربية الوراينية: رافعة لتعزيز الجاذبية الترابية“، حيث يحضر باحثون وأساتذة من جامعات المغرب ليضيئوا جوانب جديدة من هذا الموروث.
• وبين هاتين المحطتين، يوم 7 غشت، يجوب شوارع المدينة كرنفال احتفالي، يحمل ألوان التراث وينعش الأرواح بأهازيج الفرح.
• ثم تأتي لحظات الحماس مع عروض الفروسية (التبوريدة) أيام 8 و9 و10 غشت، حيث يلتقي صهيل الخيل مع دوي البارود في لوحات تراثية تأسر الأبصار.
• وتزداد الأجواء تألقا بدوريات رياضية في كرة القدم المصغرة والكرة الحديدية، وبمسابقة طبخ دولية، وتجسيد لعرس ورايني تقليدي، فتتعانق الرياضة والفن والمطبخ في سيمفونية واحدة.
• أما الليالي، فستضيئها سهرات فنية كبرى تمتد لثلاثة أيام (8 و9 و10 غشت)، تُسافر بالجمهور بين أنغام التراث وأصداء المعاصرة.
• وختاما، تُكرَّم الطاقات الشابة في حفل تميز للمتفوقين دراسيا، ليظل العلم جوهرة على تاج هذا المهرجان.
المهرجان بصمة جماعية
يقف وراء هذه التظاهرة جمعية المسيرة للرياضة والتنمية، بشراكة مع جماعة تاهلة والمجلس الإقليمي لتازة، وبدعم من جمعيات المجتمع المدني، في صورة تجسد وحدة أهل تاهلة وعشقهم لتراثهم.
إنه موعد يتجاوز حدود الترفيه، ليؤكد أن تاهلة ليست مجرد مدينة، بل قلب نابض بتراث مغربي خالد، وأن الزربية الوراينية ستظل خيطا ذهبيا يصل ماضي الأجداد بحاضر الأحفاد.
محمد اعضراوي – عن اللجنة المنظمة للمهرجان الوطني للزربية الوراينية – الدورة الأولى