مجتمع

ذكاء اصطناعي يرفع فعالية علاج جرثومة المعدة إلى 94% ويعزز فرص الوقاية من سرطان المعدة.

حمزة شافعي

في إنجاز طبي قد يغير ملامح علاج أمراض الجهاز الهضمي، طور فريق دولي من الباحثين نظام ذكاء اصطناعي مبتكر، قادر على تقديم توصيات علاجية مخصصة لجرثومة المعدة Helicobacter pylori، المسبب الرئيسي لسرطان المعدة، وحقق معدل نجاح بلغ 94.1%، بزيادة قدرها 6% مقارنة بالبروتوكولات العلاجية التقليدية.

النظام، الذي أطلق عليه اسم “الطبيب السريري الاصطناعي” (AI-Clinician)، جرى تطويره باستخدام تقنيات التعلم المعزز، وتدريب شبكات “Q” العميقة على قاعدة بيانات ضخمة مجهولة المصدر من السجل الأوروبي لإدارة الملوية البوابية، شملت 38,049 مريضاً، بهدف تحليل السمات الفردية لكل حالة – مثل العمر والجنس والحساسية للأدوية والمنطقة الجغرافية – واختيار الخطة العلاجية الأمثل.

وبحسب الدراسة المنشورة في 14 يوليو 2025 في مجلة Nature Communications، قاد البحث كل من كايل هيغينز من قسم السرطان في إمبريال كوليدج لندن، وأولغا ب. نيسن من مستشفى “لا برنسيسا” الجامعي بمدريد، بإشراف خافيير ب. جيسبرت، وتانيا فليتاس كانونيكوف، وكيريل فيسيلكوف، وبمشاركة أعضاء اتحاد AIDA البحثي.

وأظهرت نتائج التحقق الداخلي أن التوصيات العلاجية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تفوقت بوضوح، إذ بلغت نسبة نجاحها 94.1%، مقابل 88.1% فقط للعلاجات غير المتوافقة معها. وتمت إعادة اختبار النموذج على مجموعة بيانات مستقلة شملت 7,186 مريضاً، ما عزز موثوقية النتائج وقابليتها للتطبيق.

كما كشفت التحليلات أن النظام أوصى باستخدام العلاجات المعتمدة على البزموت لدى 65.5% من الحالات، مع اختلافات ملحوظة تبعاً للمنطقة الجغرافية؛ فمثلاً، كان مرضى جنوب غرب أوروبا أكثر ترشيحاً لعلاج Pylera، بينما فضل النظام بروتوكولات رباعية أخرى لمرضى أوروبا الشرقية.

ويؤكد الفريق البحثي أن النظام لا يهدف إلى استبدال الأطباء، بل إلى دعم قراراتهم السريرية بآلية ذكية تعتمد على البيانات، مع ضرورة إجراء تجارب سريرية مستقبلية للتحقق من فعاليته في بيئة علاجية واقعية.

تجدر الإشارة إلى أن جرثومة H. pylori تُعد أكثر مسببات الأمراض السرطانية شيوعاً في العالم، إذ تصيب نحو نصف سكان الأرض، وقد تؤدي على المدى الطويل إلى التهابات مزمنة وقرح هضمية وسرطان المعدة، ما يجعل تطوير علاجات أكثر دقة وفاعلية أولوية في الصحة العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى