سيكولوجي
انفعال الخوف و أداء الذاكرة العاملة
إن الأثر الذي تحدثه الشحنة الانفعالية (Emotional Charge) في الفرد، يولد حالة انفعالية (Emotional )Neurological(وعصبية) Physiological (وفيزيولوجية)Cognitive(مغايرة،تًَْعِر فتغيراتمعرفية)State أشرنا إليها سابقا. فقد تناولت بعض الأبحاث الأثر الايجابي الذي تتركه الحالة الوجدانية* الإيجابية في مجموعة من المهام المعرفية، ففي إحدى الدراسات (2013 ,Yang, Yang & Isen) تم البحث عن تأثير الحالة الوجدانية الإيجابية في تحسين أداء الذاكرة العاملة، وذلك من خلال دراسة الآثار المترتبة عن المعالجة المعرفية المراقبة بالذاكرة العاملة. وقد انطلقت هذه الدراسة من سؤال محوري مفاده: كيف تحسن الحالة الوجدانية الايجابية عمل الذاكرة العاملة، هل بتحسين عمليات التخزين القصيرة المدى، أم بتحسين المعالجة الخاضعة للمراقبة والتي تضم الوظائف التنفيذية على الخصوص.
أجريت اختبارات معرفية للذاكرة العاملة لفائدة 58 مشاركاً، في وضعيتين مختلفتين: الأولى في حالة وجدانية إيجابية و الثانية في حالة وجدانية سلبية محدثة تجريبيًا.
وقد أظهرت النتائج أن الحالة الوجدانية الإيجابية تحسن من أداء الذاكرة العاملة بشكل جوهري أكثر مما تحسن أداء الذاكرة القصيرة المدى، فهذه الحالة الوجدانية الإيجابية (Positive Emotional State) تحسن أداء الذاكرة العاملة من خلال تحسين عمل المعالجات الخاضعة للمراقبة كالكف والتحيين والتحويل والانتباه (,Yang, Yang & Isen.)2013, p. 480
وتتوافق نتائج هذه التجربة مع فرضية الدوبامين والتي تفترض أن الحالة الوجدانية الإيجابية ترتبط بإفراز الدوبامين في المناطق لما قبل جبهية المسؤولة عن الذاكرة العاملة (1999 ,Ashby et al). فتماشياً مع هذه النظرية فإن الحالة الوجدانية الإيجابية تحسن الأداء في مجموعة من المهام المعرفية العليا والتي يفترض
أنها تخص الذاكرة العاملة (475 .Yang, Yang & Isen, 2013, p).
وعلى النقيض من ذلك قام كل من سباشتلوز Spachtholz وكيباندنر Kuhbandner وبيكران Pekran (2014) بدراسة أثر الحالة الوجدانية السلبية على دقة وسعة الذاكرة العاملة والذاكرة الحسية.
حيث تم اختبار 80 طالباً مشاركاً ضمن مجموعتين قسمت عشوائياً، عرض مثير سلبي على إحداها بينما عرض مثير محايد على الأخرى، مع القيام بمهام تقيس سعة ودقة الذاكرة العاملة والذاكرة الحسية.
وقد بينت النتائج أن الحالة الوجدانية السلبية َح َد ْت من قدرة الذاكرة العاملة (Spachtholz, Kuhbander
11 .Pekran, 2014, p &). غير أن هذه الدراسة جاءت بتفسير لهذا التأثير، حيث اعتبرت أن انخفاض قدرة الذاكرة العاملة من جراء تأثير الحالة الوجدانية السلبية هو ليس بالأمر الضار كما نعتقد، بل هو تأثير وظيفي يُضعف كمية الذاكرة العاملة على حساب تقوية دقتها (13.Spachtholz,Kuhbander&Pekran,2014,p).
وكأن العمليات المعرفية في الذاكرة العاملة تقوم بمقايضة الجودة على حساب القدرة خلال المرور بحالة انفعالية معينة.
مقال: الأخصائي النوروسيكولوجي : Omar Bousbaiat
للمزيد عن نفس المقال:المرجو زيارة الرابط التالي:
https://www.researchgate.net/publication/358131707_Emotion_and_Cognition_The_Effect_of_Emotions_on_Memory_performance