Uncategorizedمجتمع

المغرب يدخل عصر الذكاء الاصطناعي في التعليم.

حمزة شافعي

يشهد قطاع التعليم المغربي تحولاً غير مسبوق مع إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في قلب العملية التعليمية في إطار استراتيجية وطنية طموحة تسعى إلى جعل المملكة في موقع ريادي على صعيد التحول الرقمي بالمنطقة

ففي إطار المغرب الرقمي 2030 وضعت الحكومة التعليم الذكي في صدارة أولوياتها من خلال خطة لتكوين مائة ألف شابة وشاب في المجال الرقمي وخلق ما يقارب مائتين وأربعين ألف فرصة عمل بحلول سنة 2030 وأكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن انعقاد المناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي يعكس الإرادة الجماعية لدمج هذه الثورة التكنولوجية في السياسات العمومية
على المستوى الجامعي تم إحداث المدرسة الوطنية للذكاء

الاصطناعي والرقمنة ببركان التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة لتأهيل جيل جديد من الخبراء والمهندسين وهو توجه يعكس رهاناً استراتيجياً على بناء منظومة تعليمية قادرة على مواكبة المستقبل كما شهد المغرب تعاوناً دولياً متزايداً حيث نظمت الإسكوا بشراكة مع وكالة التنمية الرقمية ورشات لبناء القدرات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي بالتعليم بما يعزز نقل التجارب العالمية إلى السياق المحلي

الذكاء الاصطناعي يوفر إمكانيات هائلة لتخصيص التعليم وفق احتياجات كل متعلم عبر أنظمة التعلم التكيفي القادرة على تحليل أداء الطلبة وتعديل المحتوى في الوقت الفعلي ومن المتوقع أن تدخل المساعدات الافتراضية قاعات الدرس لتقديم دعم مستمر للطلاب خارج أوقات الدراسة

رغم هذه الطموحات ما تزال هناك عقبات جدية من أبرزها البنية التحتية الرقمية غير الكافية في بعض المناطق النائية وضعف تكوين الأطر التربوية على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وقد أكد فؤاد شفيقي المفتش العام للشؤون التربوية أن إدماج الذكاء الاصطناعي أصبح واقعاً لا مفر منه لكن نجاحه مرهون بتأهيل الموارد البشرية

ويمتد أثر التعليم الذكي إلى ما هو أبعد من المؤسسات التعليمية إذ يساهم في إعداد جيل مؤهل لوظائف المستقبل وتعزيز الإنتاجية الاقتصادية وجذب الاستثمارات وتقليص الفجوة التعليمية بين المدن والقرى وضمان ولوج أفضل للتعليم بالنسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

وتتضمن رؤية المغرب للعشر سنوات القادمة تعميم الأجهزة الذكية بالمدارس وتكوين المدرسين وتطوير منصات تعليمية ذكية وإنشاء شبكة مختبرات بحثية متقدمة وبين رهانات الرقمنة وتحديات البنية التحتية يمضي المغرب بخطى واثقة نحو بناء منظومة تعليمية حديثة تسعى إلى تحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي والحفاظ على القيم الإنسانية والهوية الثقافية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى