الجيش الإسرائيلي يعلن انسحابه التدريجي من غزة تنفيذاً لخطة ترامب وداخلية غزة تدعو للحذر
حمزة شافعي

أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، أنه يواصل تنفيذ انسحابه التدريجي من قطاع غزة، وفقاً لما وصفه بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكداً أن الانسحاب الكامل من مدينة غزة سيتم خلال 24 ساعة. يأتي ذلك في وقت دعت فيه وزارة الداخلية في غزة المواطنين إلى توخي الحذر والالتزام بالتعليمات الرسمية حفاظاً على سلامتهم، خصوصاً في ظل استمرار التوتر الأمني في مناطق الانسحاب.
ووفقاً لما نقل موقع “والا” العبري عن مصادر عسكرية، فإن القوات الإسرائيلية أطلقت النار صباح اليوم بعد ما وصفته بـ”رصد حركة مشبوهة” في محاولة لمنع أي استهداف لعناصرها، فيما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الانسحاب سيتم باتجاه ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” خلال وقت وجيز، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه.
أما صحيفة “يديعوت أحرونوت” فقد ذكرت أن الجيش الإسرائيلي بدأ تفكيك مواقعه وتحصيناته العسكرية في عدد من النقاط داخل القطاع استعداداً للانسحاب نحو الخط المحدد، في حين أوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن اللواء السابع النظامي أنهى انسحابه بالفعل، بينما اللواء 188 غادر القطاع في وقت لاحق من اليوم ذاته. كما أشارت إذاعة الجيش إلى أن لواء الاحتياط “عتصيوني” شرع بدوره في الانسحاب من مدينة خان يونس جنوب القطاع.
في السياق ذاته، أفاد موقع “والا” بأن الجيش الإسرائيلي بدأ بسحب وحدات قتالية من لواء “غولاني” ووحدات أخرى من مناطق مختلفة في القطاع، خصوصاً مدينة غزة ومخيم الشاطئ ووسط القطاع، متجهاً نحو الخط الأصفر المتفق عليه. وأضاف أن الجيش سيعيد انتشار قواته في نقاط سيطرة محددة تتيح له حماية جنوده والإشراف الميداني على المناطق المحاذية.
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولها إن مسار الانسحاب يتم بشكل “معقد وحساس”، وإن القيادة العسكرية الإسرائيلية تسعى لتفادي أي خسائر أو هجمات مفاجئة، ولذلك شرعت في تقليص القوات بشكل تدريجي ومدروس.
في المقابل، أكدت وزارة الداخلية في غزة أنها ستبدأ خلال الساعات المقبلة نشر أجهزتها الأمنية لاستعادة النظام العام في المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، مشددة على أن قوات الاحتلال ما تزال تسيطر على الطريق الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه.
ودعت الوزارة المواطنين إلى الالتزام بالتوجيهات والإرشادات الأمنية التي ستصدر تباعاً خلال الأيام القادمة، محذّرة من الاقتراب من المناطق الحدودية أو المواقع التي انسحب منها الجيش قبل دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ بشكل رسمي، وذلك حرصاً على سلامة المدنيين ومنعاً لوقوع أي حوادث جديدة في ظل الوضع الميداني الهش.